يعد مرض السكري مشكلة صحية كبيرة في الشرق الأوسط تعيق التنمية البشرية وتكلف مبالغ هائلة لمكافحته. وتتفاقم هذه المشكلة في دول مجلس التعاون الخليجي مثل المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة. وما يثير القلق هو أن مشكلة مرض السكري ليست في حالة سيطرة أو تراجع، فرغم كل الجهود المبذولة إلا أن السلطات والجهات الطبية المعنية غير قادرة على الحد من هذه الظاهرة أو على الأقل منع تفاقمها، كما تظهر إحصائيات عام 2019. ويبلغ معدل انتشار مرض السكري 8% في إمارة أبوظبي. تبلغ نسبة الإصابة بمقدمات السكري أو ما قبل السكري في دولة الإمارات العربية المتحدة 27%، وكما ذكرنا سابقاً، بالإضافة إلى عواقبه الصحية الخطيرة، فإن مرض السكري مرض مكلف.
وللأسف، ووفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية، وخاصة هيئة أبحاث مرض السكري، فقد احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2013 المرتبة الأولى في معدل الإصابة بمرض السكري على مستوى العالم، حيث وصلت إلى 19% (نسبة السكان في الفئة العمرية 20- 79 سنة) . ومن المتوقع أن يستمر في الارتفاع إلى 21.4% في عام 2030.
آليات التعامل مع هذه الزيادة
يجب أن يشمل أي دواء شخصي أو عام مضاد لمرض السكر ممارسة الرياضة، وفقدان الوزن، والمشاركة في برامج التوعية واتخاذ القرارات التي من شأنها تجنب الإصابة بمرض السكري ومضاعفاته، بالإضافة إلى ضرورة التحكم في نسبة الكوليسترول وضغط الدم لمنع حدوث مضاعفات. للوقاية من مرض السكري. خاصة وأن حالات الإصابة بمرض السكري تضاعفت بنحو 30% في العقد الماضي، حيث يسبب مرض السكري تقرحات في القدم، والعمى، وجلطات الدم، وفشل القلب، وفي بعض الحالات، الوفاة. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، بلغ معدل الوفيات بسبب مرض السكري في دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2012 37 حالة لكل 100 ألف نسمة. يمكن أن تصل تكلفة علاج الشخص المصاب بالسكري إلى 6000 دولار أمريكي للشخص الواحد سنويًا، كما أن متوسط تكلفة علاج الشخص في دولة الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج، من حيث الناتج المحلي الإجمالي، هو الأعلى في العالم.
إقرأ أيضا:تعرف علي لماذا الجماع خطر فى التلات اشهر الاولى من الحمل 2025تعود مشكلة مرض السكري في دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج بشكل عام إلى مشكلة السمنة المنتشرة على نطاق واسع بسبب نمط الحياة الاستهلاكي ونوعية الطعام وقلة النشاط البدني وقلة النشاط لأسباب خاطئة أجيال بدء التعليم وفشل الآباء في تشجيع أبنائهم وبناتهم على اتباع نمط حياة صحي.
تتجاوز نسبة الأشخاص الذين يعانون من السمنة 50% من السكان في دولة الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج العربي، وذلك لأن السمنة عند الأطفال تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، ومضاعفات مرض السكري عند الأطفال، وزيادة ضعف الأسنان وتكسرها، عدم القدرة على التكاثر. وفي المستقبل والسكتات الدماغية، ووفقا للبيانات الصادمة بالفعل، يصل خطر الإصابة بمرض السكري في دول الخليج إلى 85% بعد سن 45 عاما.
مع زيادة نسبة المصابين بمرض السكري في دولة الإمارات العربية المتحدة، تزايدت أهمية رفع مستوى الوعي لمكافحة المرض سواء بين الدولة أو المجتمع المدني في الإمارات، حيث تم إنشاء جمعية الإمارات للسكري كمؤسسة عامة تطوعية. صدقة مرض السكري. . بهدف الوقاية من مرض السكري من جهة وتحسين الرعاية الصحية لمرضى السكري من جهة أخرى، من خلال توعية المرضى.
تعمل الجمعية على تحقيق أهدافها من خلال اتباع مختلف السبل والوسائل بما في ذلك الندوات وورش العمل الشهرية في الإمارات بما في ذلك استخدام وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية والمسيرات الخيرية السنوية وحملات التوعية وإقامة المعسكرات التثقيفية التي تثقف الناس تصل إلى مختلف الإمارات من البلاد.
إقرأ أيضا:تعرف علي …. كم عدد خلايا الدم البيضاء في السائل الاستسقائي 2025يشار إلى أنه على سبيل المثال، ترتفع نسبة الإصابة بمرض السكري في الإمارات مع زيادة متوسط العمر المتوقع وزيادة طول العمر، وبالإضافة إلى التحديث في الإمارات، أحدثت التنمية الاقتصادية في الأربعين سنة الماضية تغييراً جذرياً . في عادات الأكل، بدءًا من الاستهلاك الطبيعي للتمور والخضروات الطازجة والفواكه والحليب والأسماك وخبز القمح الكامل، إلى نظام غذائي يتكون أساسًا من الدهون المشبعة والكربوهيدرات المكررة والقليل جدًا من الألياف. وتشير الإحصائيات إلى ارتفاع ملحوظ في معدل السعرات الحرارية اليومية للفرد في معظم الدول العربية، وخاصة دول الخليج، منذ عام 1990 وحتى الوقت الحاضر. ففي دولة الإمارات العربية المتحدة، على سبيل المثال، يتزايد استهلاك الغذاء مع زيادة التنمية الاجتماعية، وكذلك استهلاك الأرز واللحوم، في حين تتناقص حصة الخضروات الطازجة وتصبح غير متوفرة تقريبًا.